ماذا حدث في السلط

Saturday 27 November 2010 , Posted by Shaheen at 14:09


التوقيت كان الاكثر حرجا...فبعد اسدال الستار على الانتخابات بكل حسناتها وسيئاتها وقبيل افتتاح مرحلة جديدة في السياسة الاردنية..حدث الاسوأ وصدقت توقعات منتقدي قانون واجراء الانتخاب ..تفجر العنف العشائري ..وساهم خطأ مزدوج من الشاب المرحوم وافراد الامن العام ..ساهم في تفريغ شحنات من الغضب المكبوت .

للحظة..بدى ان كل انجازات الدولة الاردنية باتت هباءا منثورا ..فقد عدنا قبائل متناحرة يقتل بعضا بعضا..ومع ثورات الدم ..تحولت نظرة الناس الى الامن العام من صمام امان البلد الى سبب من اسباب التوتر ..تدحرجت الاطارت المشتعلة وتطايرات القنابل المسيلة للدموع.

كون الامن العام الواجهة الاولى للدولة مقابل المواطن..تحمل الجهازغضبة الناس واضطرت الدولة للعودة الى اللغة التي يتحدث بها رجل الشارع ..اعترفت بالخطأ وطلبت الامهال ..وللحق كان للنواب الجدد من المدينة والاعيان التقليدين فيها دور في استعادة الاتزان للمدينة..كان الثمن القفز على القانون والتعامل بروحه..محافظ البلقاء طلب عطة اعترافمن اهل المرحوم قبلها الاهالي وهدأت نسبيا.

انتبه مدير الامن العام للخطأ ..واستلم زمام الامور بعد تأخير غير مبرر..رفض العطوة واعتبرها خطأ من الداخلية..احكم القبضة على شغب الشوارع بالتوازي مع زيارة اهل الحل والعقد وزار اهالي المرحوم..لاشيء مدبر ..الخطأ وقع وعلينا الاعتراف ومحاسبة الجاني. كان افضل ما عمله الضابط القادم من رحم العسكرية الاردنية ثم الدبوماسية الخارجية الاردنية ..افضل عمله انه رفض كشف اسم من اطلق النارعلى القتيل واوقف تدهور الامور لتكون بين عشيرة المقتول والقاتل وتحمل المسؤولية بصفة القاتل ابنا للامن العام وبصفة المجالي رئيسا للجهاز.

بعض المنطق في خضم الجنون اوقف العاصفة ..توافد رجال الدولة الى بيت العزاء واستلم العقلاء زمام الامور.

السؤال الاهم هو متى يتوقف العنف الاجتماعي العشائري ؟ من الجامعات للانتخابات ..كيف ساهم قانون الانتخابات بدوائره الفرعية بتأجيج العنف واستفزاز الناخبين ثم المرشحين الخاسرين؟ الى سيبقى اداء مؤسسات الدولة مرهونا بنوعية الرجال القائمين على هذ المؤسسات ..كيف يمكن دراسة اثر التشريعات والقوانين على الناس وكيف كيف نحافظ على هيبة الدولة واحترام القوانين بالتوازي مع احترام المواطن والحفاظ على كرامته وحريته؟

من المفترض ان الدولة الاردنية اتت بخيرة مواطينيها ووضعتهم في مجلس الامة بشقيه وفي الحكومة والديوان الملكي..على هؤلاء تقع مسؤولية اجابة كل هذه الاسئلة بل وتطبيق الاجوبة 

حتى ذلك الحين وبعده..حمى الله الاردن والاردنين


Bookmark and Share

Currently have 0 comments:

Leave a Reply

Post a Comment